قبل أن يفوتك القطار.. تعرف على “كلوب هاوس”
تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بتطبيق “كلوب هاوس” الجديد. كنت قد انضممت إليه من حوالي الشهر بدعوة طبعاً، وفقاً لنظام الانضمام الخاص به. وكانت تجربته مثيرة للاهتمام كنوعية تطبيق جديدة تُطرح لأول مرة. وكان لي بعض المشاهدات والملاحظات التي وددت مشاركتها معكم.
“كلوب هاوس” تطبيق تواصل اجتماعي متاح لأجهزة iOS فقط بنسخته الحالية، تم إنشاءه عام 2020. ميزته الأساسية التركيز على التواصل الصوتي كالطريقة الوحيدة المتاحة للتواصل بين أعضاءه. يتم العمل عليه بطريقة الـrooms أو الغرف الافتراضية. حيث يمككن لأي عضو إنشاء غرفة وإعطاءها اسم معين، وتحديد إعدادت الخصوصية بها كالتالي:
Open: يمكن لأي عضو على “كلوب هاوس”الانضمام لها.
Social: يمكن للأشخاص الذين تتابعهم فقط الانضمام لها.
Closed: يمكن للأشخاص الذين تختارهم فقط الانضمام لها.
كما يمكن لمنشىء الغرفة أن يعين عضو أكثر معه كـmoderator
عند دخولك لإحدى الغرف، يمكنك الاكتفاء بالسمع لما يدور فيها، أو يمكنك المشاركة من خلال رفع يدك ليقوم صاحب الغرفة بقبولك، وبالتالي تتحول لـspeaker ضمن الغرفة.
انشهر وأصبح “تريند” خلال الشهر الماضي بسبب دخول إيلون ماسك إلى إحدى الغرف فيه وتحاوره مع البليونير الريادي Vlad Tenev.
الانضمام للتطبيق يجب أن يتم من خلال دعوة من إحدى الأعضاء الموجودين ضمنه، وهذه إحدى الحركات الذكية التي تم اتباعها من قبل صانعي التطبيق لتزيد من رغبة الأشخاص بالانضمام. وهي نفس الطريقة التي اتبعها “جيميل” في بداياته واستمر باستخدامها لما يقارب الثلاث سنوات. وتدعى في عالم البرمجيات باسم invite-only signup.
من وجهة نظر مالكي التطبيق فهذه الطريقة ساعدت على الحد من الهجوم على المنصة بطريقة غير محسوبة، وأبقت أعداد المستخدمين بتصاعد محسوب نوعاً
ما. كما أنها تساعد على العمل على النسخ القادمة للتطبيق بطريقة ممنهجة، عن طريق دراستهم لسلوك الأعضاء الحاليين وكيفية تفاعلهم مع الميزات والخصائص الحالية.
ومن وجهة نظر الجمهور، فهذه الطريقة حفزّت لديهم إحساس
FOMO: fear of missing out
وهو حسب تعريف فادي عمروش: “الفومو هو الخوف من فوات الشيء، حيث يداهمنا ذلك الخوف دوماً أن يفوتنا خبر ما أو المشاركة في حدث ما وقت حدوثه، وهو الأمر الذي يلعب عليه الجميع بأن يضعوننا في ترقب دائم لمعرفة ما يحدث أولاً بأول لا بل واشعارنا بالذنب إذا لم نكن أوّل من يعرف”
وبالتالي فإن شعورنا أن أحداً من معارفنا قد سبقنا وحصل على الدعوة للدخول، يشعرنا بأن شيئاً ما يفوتنا داخل هذا المكان، ونحن غير قادرون على معرفته.
ويتعزز هذا الشعور بشكل أكبر عند المستخدم بعد الدخول للتطبيق، بطريقة تفوّق بها على بقية المنصات الاجتماعية. لأن المحتوى على كلوب هاوس غير قابل للحفظ، فالغرف الافتراضية تختفي بمجرد إنهاءها وخروج الجميع منها. وبالتالي يزيد تخوفك من أن يفوتك حديث ما تود الخوض فيه، ويدفعك لقضاء المزيد من الوقت على التطبيق للبقاء على اطلاع.
وهي نظرية معروفة تستخدمها شبكات التواصل الاجتماعي لدفع المستخدمين لإمضاء وقت أكثر عليها. حيث تعمل خوارزمياتها على إظهار ما تتوقع أنه قد يروق للمستخدم ويتوافق مع تفضيلاته، وبالتالي يبقيه ضمن المجتمع/الفقاعة الذي يشبهه ويفكر بنفس طريقته، ويتبنّى نفس أراءه. وهو موضوع مهم جداً كنت قد كتبت عنه منشوراً عام 2016 بعد فوز ترامب بالانتخابات رغم عدم توقع أي من المحيطين فوزه، وكيف خدعتنا فقاعاتنا الافتراضية لنصدق أنه لن يفوز.
أنصح كل مستخدم لهذه المواقع التعمّق فيه وفهمه. فيما يلي بعض المصادر التي أنصح بها:
– مقالة الحديث عن تأثير الانترنت في فوز ترامب.
– فيديو الدحيح بعنوان “ده بيأكد كلامي| Ideological Speciation”
– خطاب وائل غنيم في تيدكس بعنوان “Let’s design social media that drives real change”
جاء كلوب هاوس لإخراج العالم من فقاعاتهم الافتراضية هذه. فالغرف الصوتية في كلوب هاوس لا تسيطر عليها نفس الخوارزميات بعد، وهذا شيء صحي نوعاً ما، سيعطي بُعداً جديداً للشبكات الاجتماعية ويعيد المستخدمين لحقيقة أن هناك مجتمعات مختلفة عنهم فكرياً واجتماعياً تعيش معهم.
كما سيساهم كلوب هاوس -نظرياً- في كسر فقاعة المشاهير المستثقفين، لأن المشاركة الصوتية تكون real-time. وبالتالي لن يكون هناك وقت لأي منهم عن دخوله في أي نقاش فكري أو ديني أو ثقافي أن “يغوغل” المعلومات قبل أن يتشدق بها على متابعينه.
وهذا سيف ذو حدّين، إذ أنه سيساعد في بيان المتصنّعين وأمثالهم، إلا أنه سيلغي الحاجز أو “الفلتر” بين التفكير والكلام، وبالتالي ستصبح مشاركتنا للمعلومات والأفكار صوتياً عشوائية وغير مدروسة بشكل كافي.
هل سيسرق كلوب هاوس الأضواء من البودكاست؟
ربما. ولنا مثال في ذلك بكيف سرقت مواقع التواصل الاجتماعي الأضواء من المدونات.
ولكن حتماً التجربة تختلف بين الاثنين. فبين أن يستهلك المستمع محتوى صوتي منظّم ومركّز، وبين أن يتوه بين مداخلات صوتية شخصية عشوائية. ولكلّ جمهوره.
بكل الأحوال يبدو عام 2021 عاماً مميزاً لصانعي المحتوى الصوتي.
فتزامناً مع ظهور كلوب هاوس، بدء تويتر تدريجياً بإطلاق spaces. وهي منصة تابعة له تتيح لمستخدميه المشاركة الصوتية فقط. حيث يبدو أن إطلاقه لميزة التغريدة الصوتية مع نهاية العام الماضي كان بمثابة اختبار لكيفية تفاعل جمهوره مع هذا النوع من الميزات.
أرى شخصياً أن توجّه التقنية والتطبيقات نحو المحتوى الصوتي هو مواكبة طبيعية ومتوقّعة لتغير رغبات المستخدمين ومتطلباتهم. فمع تناقص مدة الـattention span لدى الكائن البشري ورغبته الدائمة بالانشغال بأكثر من مهمة واحدة بالوقت نفسه. ظهر هذا النوع من المحتوى الذي لايحتاج منه تركيز وانتباه كامل، وبنفس الوقت يعطيه شعور بالمشاركة والتواصل مع الآخرين.
مازال العام ببدايته، ويبدو أنه يحمل مفاجآت تقنية جديرة بالاهتمام، ومازال من المبكر الحكم عليها.
في حال كنت قد جربت التطبيق أو لديك تجربة في إنتاج أو استهلاك المحتوى الصوتي، فأنا أحب أن أسمع رأيك في التعليقات. 🙂
Photo by William Krause on Unsplash
👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻 اول شي المدونة كتير حلوة
انا من الأشخاص يلي تعرفت عالبودكاست فقط من السنة الماضية، وكتير حبيت المحتوى الصوتي وخصوصي البودكاست الاحترافي، صرت استهلك محتوى لوقت طويل و بنفس الوقت ما حس بالزنب او يكون عندي مشكلة لان فيني اسمع واعمل امور تانية
وأنا رجعت حبيت البودكاست بعد قطعة لما عرفتيني ع برامج حلوة <3