أربعة أمور عليك فعلها ليفشل مشروعك الريادي

خلال السنة الماضية كنت من المحظوظين -ربما- الذين أتاحت لهم الفرصة العمل مع أكثر من مشروع ريادي في السياق السوري خصوصاً والعربي عموماً.كنت بنقاش مع صديق لي قبل عدة أيام أخبره وأشتكي من صعوبة العمل ضمن بيئة عمل ريادية، وعن كمّ التحديات التي يواجهها الموظف العام ضمن هذا المحيط، حيث كل يوم عمل جديد يعني صعوبات وتحديات عليك تجاوزها، لا وجود لليوم الروتيني الاعتيادي في أسبوعك!خلال تذمري هذا، لاحظت أنه قد بدأ يتشكل عندي تصوّر بكمّ التصرفات المغلوطة التي يقوم بها الرياديين في مشاريعهم، والتي تبطئ عملية نمو عملهم/منتجهم/الفكرة الخاصة بهم، وتسرّع من فشله إذا لم يتم تلافيها بالسرعة والدقة الممكنة! فقررت تريبها كقائمة ومشاركتها، لربما كانت مفيدة لأي رياديّ ضمن السياق السوري أو غيره.

أربعة أمور عليك فعلها ليفشل مشروعك الريادي

1. تعامل مع مفهوم “الريادة” كشمّاعة تعلّق عليها مشاكلك الداخلية.

من المعروف لأي شخص متطلّع في مجال الريادة والمشاريع الناشئة، بأن المشاريع الرياديّة لها خصوصيتها، وتحدياتها التي قد لا تشبه تحديات المشاريع الصغيرة أو المتوسطة. ولكن ذلك لا يلغي ضرورة مراجعة هذه التحديات ومراقبتها والعمل على حلّها. والتأكد فيما إذا كانت هذه التحديات عملياتية، يجب حلّها بشكل آني وعاجل، أو مشاكل متوقّعة سببها حداثة العمل على المشروع، وبالتالي ستختفي مع مرور الوقت.

<الخلاصة: لا تقول نحنا “ستارت اب” طبيعي يكون عنا هالنوع من المشاكل، لا.. أوقات كتير بيكون موطبيعي ولازم تفهم شو القصة!>

2. لا تخلق إجراءات واضحة لعملك


تبنّى مفهوم “الفوضى الخلّاقة”، فأنت وفريقك رياديين أصيلين، والطريقة الممنهجة في العمل لا تخدم شغفكم واندفاعكم للعمل.
من الممارسات المنتشرة بكثرة في المشاريع الريادية، عدم وجود مخطط وإجراء واضح لسير العمل داخل المشروع. إن كان من حيث إدارة العمليات أو إدارة الفريق. وعدم الإحساس بضرورة وجودها. بقدر صعوبة خلق الإجراءات وتوحيدها، لكن إنشاء هذه المنهجية في المشروع في مراحله المبكرة، يوفّر العديد من المشاكل والالتباس الذي يحصل أثناء سير العمل لاحقاً. كما يزيد من فرص النجاح في تحقيق الأهداف، لأنه يساعد على التخطيط وجدولة المهام اعتماداً على بيانات أكثر وضوحاً ودقة.

<الخلاصة: الإبداع لا يتنافى مع التنظيم، نظّم عملياتك وآلية سير مهامك داخلياً. لأن التنظيم في عملية الإدخال سيضمن لك مخرجات أكثر تنظيماً بطبيعة الحال!>

3. تعامل مع مفهوم الريادة كـ “صمدية”


يتعامل الكثير من الريادين مع مفهوم الريادة كـ “صمدية”* براقة. نضعها على الرف، نلمّعها ونهلل لها كل يوم. نحفظ المفاهيم التي تفرضها علينا وإن كنا لا نفهمها ولا نطبقها. نقرأ ونتابع آخر صيحاتها، نصفق لها، نحاضر عنها، ولكن لا نتبناها في عملياتنا اليومية.مع كل مفهوم جديد يأتي إلينا، نرى قمة جبل الجليد، فننساق معه دون أن نبحث بعمق عن فائدته أو انعكاساته الاستراتيجية على عملنا. ودون أن نقيّم بطريقة صحيحة مدى ملائمته لسياق مشروعنا والموارد المتوفرة لدينا.

<الخلاصة: , standup meetings, Agile, Goal settings frameworks, MVP, وغيرها من المفاهيم.. ليست لوحات تعلّقها على جدران مكتبك، وشعارات ترددها في اجتماعاتك الصباحية مع الفريق. إذا لم تفهم كيفية تنفيذ كل منها، وتدرس كيفية تفصيلها على قياس مشروعك، لا تثقل كاهلك وكاهل فريقك بها.>

الصمدية هي التحفة التي تزين بها المنازل وتوضع في غرف الضيوف*

4. وظّف المزيد من الأشخاص في الفريق!

كلما زاد عدد الأشخاص في فريقك كلما نجحت في تحقيق أهدافك بسرعة. نوّع في الخبرة الموجودة لديك ووظّف شخصاً جديداً كل شهر، باختصاص جديد، حتى لو لم يكن لديك تصوّر واضح عما سيفعله بالتحديد، أو كيف سيتم توزيع المهام عليه، وكيف ستتداخل مع مهام غيره من الفريق، لا يهم! مايهم أن فريقك الريادي يكبر ويزداد عدد المتحمسين للعمل على فكرتك الرائعة!
للأسف فإن أغلب المشاريع/الفرق تفكر بهذه الطريقة، مما يخلق ارتباكاً كبيراً ضمن أعضاء الفريق الواحد. خاصةَ في حال تبياين مستوى الخبرة والكفاءة فيما بينهم، فالخلط بين ال seniors والـ juniors سيفقد كل منهم البوصلة في أداء عمله. فلا الخبير المتقدم سيكون قادراً على وضع خبرته في نطاق التنفيذ، لعدم وجود قوة وخبرة حقيقية كمساندة من باقي الفريق. ولا المبتدئ سيجد بيئة متفرغة للتعليم والتطور، في حال كان الجميع منشغل بأداء العمل الفعلي.

<الخلاصة: كبّر فريقك الريادي بتأنّي، ومع تصوّر واضح وكامل لكل مورد إضافي سينضم إليه (مهامه، هدف وجوده، مسؤولياته، صلاحياته..). وتذكر أنه كلما زاد عدد الموارد البشرية التي عليك إدارتها، كلما قلت سيطرتك على المدخلات والمخرجات لكل منها، وزادت حاجتك إلى التعامل معها بشكل احترافي أكثر. وتذكر أيضاً أن الفريق يمشي بسرعة أبطئ عضو فيه.>

Photo by You X Ventures on Unsplash

شارك ما قرأت

وداعـاً حاتم علي
عن البطء كأسلوب حياة

3 Comments

  1. Abdulrahman Katlan 9 أبريل, 2022 في 3:51 م - الرد

    Like this one 🔥

  2. Dania 19 أبريل, 2021 في 8:37 م - الرد

    👏🏻👏🏻

اضف تعليقاً