اليوم بيكون مرق سنة على هجرتي التانية من تركيا لبريطانيا، وبمجموع ٣ سنين برا سوريا. أول ما اجيت لهون الكل هون كان يقلي “أول سنة صعبة”، ما أفهم ليه، وليش أول سنة بالذات؟

الانتقال أو الهجرة دائماً صعبة، إنك تبدأ من الصفر بمكان جديد، شغل ودراسة وعلاقات وتأقلم نفسي واجتماعي وحضاري، مرحلة فيها تحدي كبير، بتعيد تشكيلك من أول وجديد على كل الأصعدة.

وأي طلع صح كلامهم أول سنة صعبة. عشت فيها كتير فترات صعبة بتفاصيل كتيرة، وبكتير أوقات شككت بقراري، وسألت حالي ليه هيك عم أعمل؟ مو بس بسبب اللوجستيات، لأنه كمان هالبلاد فيها نظام صارم ومعقد نوعاً ما، وبدك وقت لتدخل فيه وتصير جزء منه، ولبينما تفهم عليه، وتعرف تفاصيله.
وبعدها مارح تصير الحياة سهلة، بس رح تصير أقل ضغط، لأنك فهمان السياق يلي ماشي حواليك، وبتعرف تسأل الأسئلة الصحيحة، وبتعرف وين تلاقي جوابها.

الفرق بين هالبلاد وبلادنا، إنه هالنظام هاد بس تصير شقفة منه رح يكون هو حاملك، عم يسندك و-عم يشيل منك- ليقدر يشيل معك ويحملك ويحمل غيرك، النظام هون هو بيرفعك وقت تحتاج. الحكومة، النظام، القانون ما بعرف شو لازم نسميه، بس أنت بس تصير شقفة من هالنسيج، بتصير حاجتك للامتيازات الشخصية بحدودها الدنيا، لأنك حاسس بالدعم والانتماء إنه في منظومة أكبر منك عم تشتغل معك ولمنفعتك.
بلادنا بدل ما تحملنا نحنا منحملها، منشيلها على كتافنا لنرفع اسمها، وللناس تشوفها وتتذكرها وتسمع صوتها من خلالنا، ومنحمل معها مشاكلها وقضاياها وتحدياتها وصورها النمطية..
منعيش حياتنا اليومية محمولين من منظومة ما انعملت النا، وبراسنا عشوائيتنا يلي اجينا منها، وجواتنا سؤال: كيف ممكن نقارب بين هالحياتين؟

طبعاً كلامي هاد مو “إعجاب بالغرب”، ساذج كل شخص لسا بيفكر بهالطريقة تجاه العالم الغربي، وإنه أي تعبير عن انبهار بيعني تقديس أو تعامي عن الأخطاء والمشاكل والعنصرية يلي كمان موجودة ببلادهم.
بس شو فائدة حركات هالهجرة يلي عم تصير إذا ما بدنا نستفيد منها لبكرة؟ لنتشرب هالمنظومة ونفهمها ونتعلم كيف ممكن نعكسها ببلادنا؟
شو فائدة الهجرة إذا كنا بدنا نرفض نصير جزء من عالم جديد مختلف، وإذا بدنا نبقى عايشين بعالمنا الداخلي، بس نغير المشاهد الخارجية؟

حقنا نشوف وننبهر، ننبهر بتفاصيل حياة كاملة مصممة لتخدم الإنسان، ولتخلي حياته أفضل، وترفع من جودة صحته النفسية والعقلية، وجودة تجاربه العملية والتعليمية.. شعور ما عشناه من قبل “بمنظومة” بلادنا، يلي ما قدرت تبهرنا إلا بالفوضى والعشوائية، يلي ملاحقتنا فيهم لليوم..

فخورة وممتنة لرب العالمين إني خلال سنة قدرت أحصل على فرصة عمل ودراسة، وأخلق مجتمع صغير حولي من ناس بحبهم وبيحبوني، ودعموني كتير على كل الأصعدة..
أول ما اجيت لهون بتذكر إني كتير انصدمت كيف مافي مجتمع سوري هون؟ كيف مافي منظومة صغيرة تساعد بعضها والحرب صرلها أكتر من عشر سنين، والسوريين يلي اجو لهون المفروض من “نخبة” السوريين، وكلنا منحكي لغة البلد؟ كيف يعني كل شي معرفة وخبرة متراكمة من عشر سنين ببوستات فيسبوك، ومجموعات واتساب، وواحد قال للتاني؟

كبرنا ببلاد مافيها نظام يحملنا، وعم نرجع نعيد نفس الأخطاء لمستقبلنا. لازم يكون عندك امتياز شخصي ووصول لأشخاص أصحاب تجربة لتقدر تشبك وتحصل على معلومة مؤكدة لأي شي بيخصك كسوري.

ولأني مغرمة بفكرة المعرفة الجمعية قررت بمناسبة مرور سنة الي بهالمكان، أني حاول أعمل شي، واشتغلت على ملف يكون متل دليل لأي شخص سوري جاية ع بريطانيا أو على لندن. لأنه لاء أول سنة مو ضروري تكون كتير صعبة! فينا نخليها أقل صعوبة لو منقدر.

رابط الملف

الملف ماله مرجع أو مصدر موثوق لمعلومات قانونية أو أي شي تاني، هو مجرد خريطة بسيطة وتجميعة لبعض المصطلحات والمعلومات والمنصات بناء على تجربتي الشخصية ويلي بتمنى تكون مفيدة وتساعدك تعرف من وين تبدأ. المعلومات ليست بالضرورة صحيحة مية بالمية. ولكن أنا تخيلت لو كان حدا عطاني هالملف بأول شهر الي هون، كان وفر عليي كتير كتير وقت وجهد ومصاري.

الحالة المثالية براسي، إنه هالملف يصير ملف تشاركي، وكل شخص سوري ببريطانيا يحط فيه المعلومات يلي بيعرفها من سياق عمله ودراسته ومكان إقامته، ونجمع هالمعرفة يلي صارت عنا كسوريين مهاجرين لتصير موثقة ومجمعة ومكتوبة بايدنا ولالنا. فأي حدا حابب يشارك ببناءه فيكم بس ترسلوا طلب تعديل من ايميلكم عالنسخة التشاركية من الملف بالتعليقات ورح أقبله بشكل تلقائي. (نسخة الملف التشاركية)

–
*الصورة من شارع بلندن تزامناً مع أحداث اليمين المتطرف العنصرية ضد المهاجرين مؤخراً